أسكودار.. مزيج من الطبيعة والتاريخ والأصالة العُمرانية على ضفاف البوسفور

يُصنف حيّ أسكودار الواقع في الشق الآسيوي لمدينة إسطنبول والممتد على مضيق البوسفور بأقدم أحياء مدينة إسطنبول على الاطلاق، وعُرفت المنطقة على مرّ التاريخ والعصور بجمالها الأخاذ وموقعها الاستثنائي وسط إسطنبول.

كانت أسكودار قديماً وتحديداً في زمن الدولة العُثمانية واحدة من المناطق التي بنى السلاطين العُثمانيين فيها قصورهم فيها، فضلاً عن المساجد والحمامات والأسواق وغيرها من المباني الأخرى لتغدو واحدة من أهم المناطق التي تذخر بالمعالم الأثرية والتاريخية والثقافية والسياحية لتجعل منها رمزاً لإسطنبول وتركيا بشكلٍ عام. وتشكل أسكودار اليوم مزيجاً من المباني التراثية التي تحاكي أصالة التاريخ من جهة والمباني الحديثة من مجمعات سكنية شيدت بطريقة تتناغم من المباني المُحيطة بها وتترافق مع مشاهد بحريّة مميزة وإطلالات ساحرة على البوسفور وقلعة الفتاة التاريخية.

تحتل أسكودار موقعاً مميزاً في الأناضول فإذا كان مضيق البوسفور يتصدر واجهتها الغربية ويمنحها إطلالات على القسم الأوروبي وخصوصاً مناطق بيبك وبشكتاش السياحتين فإن غابات إسطنبول الآسيوية وغابات بيكوز وآيدوس تحيطها من الشرق وكأنها طوق أخضر من الطبيعة الساحرة. تنحدر أرض وتلال أسكودار من شمالها لجنوبها انحداراً طفيفاً نحو مضيق البوسفور وتتربع ضم حدودها تلة “بيوك تشامليجا” على ارتفاع 268 متراً فوق سطح البحر التي شهدت تشييد مسجد تشامليجا أكبر مساجد تركيا عليها وبرج تشامليجا أعلى أبراج أوروبا المبنية على تلة.

قلعة الفتاة: 

تتوسط القلعة الطريق الفاصل بين إسطنبول الآسيوية والأوروبية وتتبع لقضاء أسكودار وسط مياه البوسفور بالقرب من نقطة التقاء المضيق مع بحر مرمرة جنوب إسطنبول.

تلة العرائس:

أجمل تلّة في إسطنبول على الاطلاق تملك مشاهد ساحرة على البوسفور والجانب الأوروبي تلهم الفنانين من رسامين ومصورين لتخليد الصور، وتملئ مساحة التلة تقريباً رقعة خضراء واسعة من حدائق ومنتزهات وجلسات مميزة.

قصر بيليربي:

يعني اسمه باللغة العربية (سيد الأسياد) تأسس في عهد السلطان العُثماني “عبد العزيز” ليكون مسكناً صيفياً خاصاً به وقد انتهت أعمال بناءه في العام 1865، وقد شهد القصر زيارة الإمبراطورة الفرنسية “أورجيني” التي ذهلت بتصاميم القصر وبناءه وأناقته لدرجة أنها نقلت تصميم النوافذ الموجودة فيه إلى قصرها في باريس.

جامع مهمار سلطان:

بنى هذا الجامع المعماري العُثماني الشهير “معمار سنان” إهداءً منه للسلطانة مهمار الذي عُرف بحبه لها، وتفنن معمار سنان في بناء المسجد ليغدو وكأنه تحفة معمارية تنافس إنجازاته في سائر مناطق إسطنبول.

جامع شمسي باشا:

يتميز هذا المسجد بتصاميمه الساحرة وموقعه الأخاذ وسط أسكودار ودقة بنائه وخصوصاً للقبب والمآذن ليسجل في قائمة المباني التاريخية الرائعة على مستوى إسطنبول.

جسر شهداء 15 تموز:

كان اسمه سابقاً جسر البوسفور الأول وقد تغيير اسمه بالتزامن مع أحداث الانقلاب الفاشل في تموز 2016، ويربط هذا الجسر بين ضفتي إسطنبول الآسيوية والأوروبية بين منطقتي أسكودار وأورتاكوي فوق مياه مضيق البوسفور.

نفق أوراسيا:

يربط بين إسطنبول بشطريها الأوروبي والآسيوي براً عبر نفق طويل يمتد تحت مياه مضيق البوسفور، افتتح في العام 2016 ونال جائزة أفضل نفق في العالم للعام نفسه، ويمتلك تكنولوجيا طرقية حديثة وكاميرات مراقبة للحفاظ على أمان السيارات والمركبات العابرة من خلاله.

تتغذى أسكودار بالعديد من الطُرقات المُنظمة والشوارع والجسور ويبدو الاهتمام الحكومي بارزاً في واحدة من أهم مناطق إسطنبول إن لم نقل أهمها على الإطلاق وذلك من خلال بلدية أسكودار، وتشكل أيضاً محطة مركزية للمواصلات العامة في إسطنبول البريّة والبحرية، من الحافلة البحرية إلى محطات الميتروبوس فالمترو فمرامراي اللذين يعملون جميعاً على ربط أوصال المدينة بعضها ببعض، ويشكل نفق أوراسيا واحداً من أهم المزايا الطرقية التي تربط براً بين جانبي إسطنبول الآسيوي والأوروبي مما يزيد من أهمية أسكودار وموقعها الجغرافي.

على الواقع الخدمي فإن أسكودار تضم عشرات المدارس في أحيائها الـ 33 ويصل عددها إلى 108 مدرسة ابتدائية حكومية وخاصة، بالإضافة إلى 11 معهداً خاصاً للتدريس وجامعة أسكودار الحكومية وهُناك أيضاً جامعة خاصة.

وعالم التسويق والترفيه يبدأ ويكاد لا ينتهي ولا يُمكننا الحديث عنه دون التطرق إلى أحد أهم المراكز التجارية الموجودة في أسكودار ليس على مستوى إسطنبول فحسب بل على مستوى تركيا وربما على مستوى العالم وهو مجمع “إعمار سكوير” التابع لشركة إعمار تركيا المُشتقة من شركة إعمار الإماراتية صاحبة البصمة في أعلى برج في العالم “برج خليفة” في دبي، ومجمع إعمار سكوير في أسكودار يشكل شبه مدينة من ناحية المساحة الضخمة والخدمات التي يتحيها فعدا عن كونه مجمع سكني وفندقي فإنه يضم مئات المحلات التجارية من كبرى العلامات المحلية والعالمية ومطاعم ومقاهي وملاعب والعديد من وسائل الترفيه.

من أبرز ما يميز العقارات المُنتشرة في منطقة أسكودار هي إطلالاتها الساحرة والمُباشرة على مضيق البوسفور والضفة الأوروبية لإسطنبول بالإضافة لتمازج المباني التراثية والتاريخية القديمة مع المجمعات السكنية الحديثة دون أن يشعر الناظر إلى ذلك التفاوت بفارقٍ كبير سيما أن المجمعات العقارية الحديثة المبنية في المنطقة ذات تصاميم تتماشى مع طبيعة المنطقة التاريخية والثقافية فضلاً عن ضمها للخدمات الاجتماعية والترفيهية والأمنية من أحواض سباحة وملاعب وحدائق وغيرها، ومن بين تلك المجمعات الفاخرة نذكر:

-مشروع نيف كانديلي:

يقع المشروع في حي كانديلي الشهير وسط أسكودار ويعني اسم الحي بالعربية “القناديل” ويعود سبب تسميته إلى إضاءة الحي بالقناديل لسبعة ليالي كاملة احتفاءً بعودة أحد سلاطين بني عُثمان إلى أسكودار منتصراً من معاركه وولادة ابنه الأمير مُحمد في نفس الوقت، يمتد مشروع نيف كانديلي على مساحة 39 ألف متر مربع في قلب غابة مكتسباً إطلالاتٍ مُذهلة على البوسفور مؤلفاً من 29 بناء سكني بتصاميم عصرية وبأنماط تبدأ من غرفتين ونصف وصالة وتصل حتى خمسة غُرف وصالة وهو من تشييد شركة نيف العالمية.

عندما تستثمر في منطقة أسكودار فتأكد أنك وسط إسطنبول والفارق الوحيد بين أسكودار وتقسيم أن الأولى تقع في الضفة الأكثر هدوءً وسكينة بعيداً عن الصخب والضوضاء والحياة التجارية كما تُعرف أسكودار بأنها من بين المناطق المحافظة ذات الطابع العائلي، وتؤدي المعالم السياحية والطبيعية دوراً بارزاً في أهمية المنطقة العُمرانية ونشاط السوق الإنشائي فيها، فضلاً عن ضمها لجميع المعالم الخدمية الصحية والتعليمية والترفيهية وشبكات المواصلات لجعلها منارة من منارات إسطنبول يقتدي بها المستثمر نحو تحقيق هدفه من الاستثمار في تركيا.