ما الأسباب التي جعلت من بيليكدوزو قبلة استثمارية بامتياز؟

تتوسط منطقة بيليك دوزو ساحل بحر مرمرة الشمالي من جهة وطريق E-5 السريع ومحطات الميتروبوس من جهةٍ أخرى، ويحدها كلاً من “بيوك تشكمجة، أفجلار، أسنيورت” في غرب إسطنبول، وتغزوها المساحات الخضراء الواسعة ويضفو عليها الطابع الساحلي والطبيعي في وقتٍ واحد.

تأسست بلدية بيليك دوزو عام 2008 وكانت تتبع قبلها لمُقاطعة تشتالجا لتبدأ بعدها مرحلة المد العمراني مع الاستغلال الصحيح للمساحات الخضراء والرقعة النباتية، واشترطت بلدية بيليك دوزو على ألا تتجاوز نسبة الإعمار 30% إلى 50% من إجمالي المساحة الكلية على أن تكون المساحة المُتبقية عبارة عن منتزهات وحدائق كي لا يطغى العمران على طبيعة المنطقة، كما شهدت بيليك دوزو تنظيماً للشوارع وتشييد للبنى التحتية لتغدو اليوم واحدة من أجمل مناطق إسطنبول.

يبدو الاهتمام الحكومي واضحاً في المنطقة في محاولة بدأتها السلطات منذ أكثر من عشر سنوات باستقطاب المزيد من الراغبين بالسكن في ضواحي إسطنبول وخطوطها الساحلية، وبزرت المشاريع الحكومية تظهر شيئاً فشئياً على رأسها “مارينا بيليك دوزو” وهي عبارة عن مرفأ ضخم لليخوت ويصنف كثاني أكبر مرفأ في المدينة ويستم بالمرافق الخدمية التي يضمها من مطاعم ومقاهي وجلسات مميزة مقابل بحر مرمرة.

ومن المشاريع الأخرى التي لابد لنا التطرق إليها هو مشروع وادي ياشام (وادي الحياة) الممتد على مساحة مليون متر مربع مكوناً من آلاف الأشجار ومئات آلاف النباتات والمقاصف والحدائق والمنتزهات والصالات الرياضية ومراكز خدمة المواطن التابعة للبلدية وغيرها، عدا عن المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية والمدارس وأماكن التسوق والترفيه.

تمتلئ بيليك دوزو بالمستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية نذكر منها “مُستشفى الدولة في بيليك دوزو، مُستشفى بيليك دوزو كولان، مُستشفى ميدي لايف، مُستشفى ميديكانا..” وتتسم بضمها لكافة الاختصاصات الطبية والصحية والعيادات التخصصية.

الواقع التعليمي في منطقة بيليك دوزو بإسطنبول:

تعج بيليك دوزو بالمدارس الحكومية والخاصة والعربية والدولية منها “مدرسة الفنار الفلسطينية الدولية، روضة التوليب، المدرسة اليمينة الدولية، مدرسة الملك إدريس السنوسي الليبية، ..” فضلاً عن جامعة بيكنت بيليك دوزو، وتقترب من المنطقة أيضاً جامعات “غيليشيم، أفجلار، أسنيورت”.

على اعتبار أن منطقة بيليك دوزو مُحاذية لطريق E-5 الدولي فمن الطبيعي ضمها لعدة محطات ميتروبوس وهي “غوزال يورت، بيليك دوزو، بيليك دوزو بلدية، بيليك دوزو جمهوريات، بيكنت، توياب”، كما أطلقت الحكومة التركية مشروع مترو أنفاق سيفتتح بالأشهر القليلة المُقبلة يهدف لربط منطقة بيليك دوزو مع باقي مناطق المدينة وصولاً إلى مطار صبيحة غوكشن في أقصى شرق إسطنبول الآسيوية في رحلة لا تزيد مُدتها عن 60 دقيقة الأمر الذي سيلقي بظلالها إيجاباً على أسعار العقارات في المنطقة، بالإضافة إلى توفر جميع أنواع الحافلات وسيارات الأجرة.

من يسكن في بيليك دوزو يظن أن الترفيه والتسوق خُلق له وذلك من كثرة تواجد مراكز التسوق فيها نذكر منها: “مرمرة بارك، ميجروس، كارفور، هابي سنتر، بيرلا فيستا،..” عدا عن شارع كامل مُخصص للمطاعم والمقاهي بالإضافة إلى مارينا بيليك دوزو التي تعج بالمرافق الترفيهية، ويُمكن ايضاً زيارة شواطئ بيليك دوزو والتمتع بخدماتها.

تجمع بيليك دوزو بين العوامل الطبيعية والخدمية في وقتٍ واحد فبالرغم من تواجدها على الخط البحري لإسطنبول وامتدادها على مساحات خضراء طبيعية واسعة إلا أن هذا الأمر لم يلغي أنها منطقة مُخدمة بالكامل من معالم صحية وتعليمية وترفيهية وشبكات المواصلات الأمر الذي زاد من نسبة الإقبال عليها في الأعوام الأخيرة ولفت أنظار الشركات الإنشائية التي بادرت بتدشين المجمعات السكنية والتجارية الحديثة التي التزمت أحدث معايير البناء من تصاميم عصرية متوافقة مع روح المنطقة وجودة بناء واضحة وإكساء عالي وضمها لمُختلف الخدمات الأمنية والاجتماعية والترفيهية والتكنولوجية بما فيها نظام المنزل الذكي.

إن جميع العوامل آنفة الذكر جعلت من بيليك دوزو واحدة من أبرز المناطق الاستثمارية في المدينة، وسوف تزيد أهميتها مع الوقت وسترتفع أسعار العقارات بشكلٍ كبير بمجرد افتتاح مترو الأنفاق فيها، علماً أن أسعار عقارات بيليك دوزو في ارتفاعٍ دائم فعلى سبيل المثال نذكر مشروع “براند إسطنبول بارك” في بيليك دوزو والذي بدأت أعمال التشييد فيه عام 2018 حينها أطلق سعر الغرفة وصالة فيه بمبلغ 300 ألف ليرة تركية (قيد الإنشاء) وقد تم تسليم المشروع بالكامل في العام 2021 وسعر العقار أقل عقار فيه ارتفع اليوم من 300 ألف ليرة تركية لما يزيد عن مليون ليرة تركية بزيادة تجاوزت 300% الأمر الذي يثبت أهمية الاستثمار العقاري في منطقة بيليك دوزو بإسطنبول.