عُمرانية.. طبيعة خلّابة ومستقبل استثماري واعد

تستحوذ عُمرانية على موقعٍ مُتميز داخل إسطنبول الآسيوية وتقترب من مضيق وجسور البوسفور الثاني الثالث، وتتضمن 14 حيّاً و6 بلدات و4 قُرى وتصل مساحتها إلى 22 ألف هكتار.

تتوسط عُمرانية خطي المدينة السريعين E-5 و E-50 وتبعد عن مطار صبيحة غوكشن الدولي حوالي 32 كم وعن مطار إسطنبول الدولي 54 كم، ويُحيط بها كلاً من “أسكودار، كادي كوي، بيكوز” ويحاذيها من الشمال الغابات الآسيوية لإسطنبول (غابات بيكوز، غابات أيدوس) وتبعد عن سواحل بحر مرمرة 16 كم ويبعد مركز منطقة عُمرانية عن مضيق البوسفور 12 كم.

من أهم مناطق عُمرانية على الاطلاق هي منطقة أتاشهير واكتسبت هذه الأهمية في السنوات الأخيرة بعد اختيارها من الحكومة التركية لتكون مركزاً لتشييد مركز إسطنبول للتمويل الدولي المُنتظر أن يكون عاصمة المال والأعمال لتركيا وواحداً من أهم المراكز المالية في العالم.

تترقب تركيا انتهاء أعمال بناء مركز إسطنبول للتحويل الدولي وافتتاحه في الأشهر القليلة المُقبلة وفقاً للتصريحات الحكومية المُتكررة، وتسعى الحكومة التركية من بناء مشروعها المالي الجديد للارتقاء بإسطنبول إلى موقعٍ يتساوى مع المراكز المالية المُهمة في العالم، عدا عن هدفها المتمثل بجعل عاصمة للتمويل الإسلامي ورابطاً مالياً بين أوروبا وآسيا والشرق بالغرب. وسيكون مركز إسطنبول المالي للتمويل الدولي دوراً في منافسة نظرائه في لندن ونيويورك وسنغافورة وهونغ كونغ وزيورخ.

يتربع مشروع مركز إسطنبول المالي للتمويل الدولي على مساحة إنشائية ثلاثة ملايين و200 ألف متر مربع وقد تتجاوز الكلفة المالية للمشروع 3 مليارات ليرة تركية. و يتألف مركز إسطنبول المالي للتمويل الدولي من أربع مناطق وسيكون هُناك مؤسسات خاصة ومؤسسات تدقيق وبنوك ومباني تابعة للمركز المالي نفسه، إلى جانب مساكن وقاعات للمؤتمرات ومركز ثقافي وفنادق ومراكز تسوق ومدارس ومساجد ومركز شرطة ومراكز إطفاء.

سيحتضن المركز أصولاً اقتصادية ضخمة مع حياة عملية وتجارية حتى في مرحلته الأول ومن المتوقع أن يتداول في مركز إسطنبول المالي يومياً 90 ألف شخص وسيحتضن أيضاً 11 ألف مُقيم و50 ألف موظف وسيزوره يومياً 25 ألف شخص. وسيعمل على توفير قرابة 150 ألف فرصة عمل وخلق اقتصاد خاص ببيئته الثقافية والاجتماعية والمالية، ويتم العمل أيضاً على إعداد محطتي مترو أنفاق لتخديم المركز المالي ونقل الموظفين والزوار منه وإليه.

وفي الأشهر الأخيرة ارتفعت قيمة مركز إسطنبول المالي للتمويل الدولي قرابة 800 مليون ليرة تركية بغضون 15 شهراً وتوافق هذا مع زيادة تُقارب 30% في عام ونصف ويتوقع الخبراء الاقتصاديون أن يكتسب المركز 50% قيمة في عامين فقط.

يوجد في عُمرانية كافة أنواع الحافلات العامة وتقترب من محطات مترو الأنفاق في أسكودار وكادي كوي، وهي أيضاً على مقربة أيضاً من مرمراي إسطنبول الذي يربط بين الشطرين الأوروبي والآسيوي لإسطنبول عبر مروره بنفق أسفل مضيق البوسفور، وهُناك أيضاً الحافلة البحرية IDO التي تسهل الوصول بين مناطق إسطنبول من جهة ومدينتي يالوا وبورصة من جهةٍ أخرى، ويُضاف لأهمية عُمرانية نفق أوراسيا الذي حاز على لقب أفضل نفق في العالم عند افتتاحه عام 2016.

إذا كانت مياه البوسفور تتقابل مع منطقة عُمرانية في إسطنبول والغابات الآسيوية تقع في خلفها فإن عُمرانية بحد ذات منطقة ذات طبيعة خضراء واسعة بسبب الرقعة النباتية التي تغزوها مما يُكسبها أجواءً رائعة وطقساً معتدلاً طيلة فصول السنة، الأمر الذي لفت انتباه الشركات الإنشائية في السنوات الأخيرة وبادرت إلى تدشين عدة مجمعات سكنية فاخرة فيها مكتسبةً الإطلالات على البوسفور من جهة والغابات من جهةٍ أخرى، عدا عن ضمها لُمختلف أنواع الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية وشبكات المواصلات.

لم تكن المجمعات السكنية التي سعت كبرى الشركات الإنشائية في تركيا على بنائها في عُمرانية مجرد مباني سكنية عادية بل اكتسبت جميع المزايا الجاذبة إليها من جمالية التصاميم وجودة البناء والتزامها بالمقاييس العالمية وضمها لكافة وسائل الراحة من ملاعب رياضية وحمامات سباحة وغرف ساونا وبخار وصالات رياضة وألعاب وقاعات اجتماعات ومناسبات، فضلاً عن تضمين بعضها ميزة المنزل الذكي، علماً أن عقارات عُمرانية مُطابقة لشروط الحصول على الجنسية التركية عبر التملك العقاري.

تجمع عُمرانية بين السكن والاستثمار لحدٍ بعيد والسبب هو العوامل التي ذكرت أعلاه من موقع جغرافي مميز وحيوي، وطبيعة ساحرة سببتها زرقة المياه وخضرة الشجر والخدمات العامة التي توفرها بلدية المنطقة، إلى جانب احتضانها لعاصمة التمويل الدولي (مركز إسطنبول) الأمر الذي اكتسبها زخماً استثمارياً في الآونة الأخيرة وزاد من طلبات شراء العقارات فيها بهدف الاستثمار العقاري في تركيا.